المرشحون والدعاية الانتخابية
الدعاية الانتخابية مسألة مشروعة في كل دول العالم .. لأن من حق النائب أن يطلع المواطنين الذين سينتخبونه علي برامجه الانتخابية وتوجهاته السياسية حتي يستطيعوا التمييز بين مرشح وآخر .. ثم يقررون من هو المرشح الذي سينتخبونه .. لكن هذه الدعاية الانتخابية التي يلجأ إليها الناخبون في دول العالم المتقدمة.. ليست في وضع صورهم علي الجدران وفي وسط الميادين .. ووضع اللافتات التي تحمل شعارات نظرية لا يمكن تحقيقها بل يتم تكرارها دائما في غالبية الحملات الانتخابية .. إنما تكون دعايتهم الانتخابية في عقد الندوات والحوارات مع بعض المرشحين الآخرين في مناظرات ساخنة .. ومع قواعدهم الانتخابية .. ومن خلال هذه الندوات والحوارات والنقاشات يستطيع المواطنون أن يحكموا وأن يختاروا النائب الذي يؤمنون أنه سيمثلهم وسيدافع عن حقوقهم وحقوق وطنهم ويكون رقيبا حقيقيا علي السلطة التنفيذية.
في بلدنا مع الأسف .. أصبحت الدعاية الانتخابية تعتمد إعتمادا كليا علي تعليق الصور واليافطات .. وكأن المواطن سيعطي صوته لصاحب الصورة الأجمل والأكثر وسامة !! .. أو للذي يكتب شعارات رنانة جذابة .. خالية من أي مضمون حقيقي .. ناهيك عن الجماعة المحظورة التي تلعب بمشاعر المواطنين وتخلط الدين بالسياسة والذي يعد سلوكا مرفوضا جملة وتفصيلا .. ومخالفا للدستور والقانون ..
إن الدعاية الانتخابية يجب أن تكون في سياقها .. وألا تتجاوز الحدود المعقولة والمقبولة بحيث لاتكون أسلوبا لهدر الأموال علي طباعة الصور الكبيرة الملونة وعلي اللافتات وتعليقها في كل الأمكنة ..
كم يكون جميلا أن نري أحد المرشحين وهو يجلس علي كرسي في إحدي الفضائيات المحلية ومعه مجموعة من المواطنين أصحاب الرأي والفكر يحاورونه ويحاورهم .. بعد أن يعرض أمامهم برنامجه الانتخابي .. وبدلا من أن يصرف آلاف الجنيهات علي الفاضي والمليان .. يدفع مبالغ أقل بكثير للفضائيات لكي يعرض توجهاته .. وهذا الإجراء سيفيده أكثر بعشرات المرات من تعليق الصور واللافتات .
المطلوب من مرشحينا أن يكونوا علي قدر كبير من المسؤولية .. لأن مواطن اليوم غير مواطن الأمس .. حيث أصبح علي درجة كبيرة من الوعي تجعله يميز ببساطة بين الغث والسمين .. وبين الفهلوة والنفاق أوالصدق والأمانة .. ولا يمكن أن يعطي أصواته إلا للمرشح الذي يعتقد أنه قادر علي حمل أمانة المسؤولية ..
بالتوفيق للنائب المحترم/رزق زغلول دياب