موقع مرشحين مجلس الشعب المصرى 2014
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اول موقع مصرى خاص بدعاية مرشحين مجلس الشعب المصرى 2014 اذا لم يتم التفعيل من الايميل الخاص بك سوف يفعل المدير اشتراكك بعد 3ساعات من اشتراكك


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

كل عام وانتم بخير

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1كل عام وانتم بخير  Empty كل عام وانتم بخير الأربعاء أغسطس 11, 2010 2:30 am

صقر

صقر

فضائل رمضان


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيل له ولا ضد ولا ند له، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وقائدنا وقرة أعيننا محمدا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه بلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيًا من أنبيائه، صلى الله وسلم عليه وعلى كل رسول ارسله.

أما بعد عباد الله فإني أحبكم في الله وأوصيكم ونفسي بتقوى الله العلي العظيم وأستفتح بالذي هو خير وإن خير الكلام كلام الله.

يقول الله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فِيهِ القرءان هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون}. البقرة 185 .

ولقد روي عن سلمان الفارسي أنه قال: "خطبنا رسول الله ءاخر يوم من شعبان فقال: " يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعًا وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، شهر المواساة، من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شىء . قالوا يا رسول الله: ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم". فقال عليه الصلاة والسلام: "يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة أو على شربة ماء أو مذقة لبن وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وءاخره عتق من النار ومن سقى صائما سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة" .

اخوة الإيمان ، لقد أكرمنا رب العزة بأن جعل لنا من بين سائر الشهور شهرا نقضي بياض نهاره في عبادة عظيمة ذات حكم سامية وثواب جزيل فلا بد ان نستقبل الصيام مقبلين على هذه الطاعة العظيمة بكل همة وعزم وحماس ولا بد لنا ان نشمر عن سواعد الجد لنيل الحسنات والخيرات.

حقا ان رمضان شهر الخيرات، شهر العطف، شهر الانتصار على النفس ، شهر الانتصار على نوازع الشيطان ، وحري بنا في هذا الشهر الفضيل المبارك الذي أنزل فيه القرءان أن نقتفي ءاثار النبي الأعظم محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام الذي جاهد في سبيل الله، الذي جاهد في سبيل إعلاء كلمة لا إله إلا الله . حري بنا أن نقتفي ءاثار الصحابة الكرام كأمثال بلال الحبشي الذي تحدى القهر، تحدى الصخر، تحدى جبروت الطغاة وهو تحت العذاب لا يحيد ويأبى ان يخضع لحكم العبيد ولا يقول إلا أحد أحد. اين ايامنا هذه من تلك الأيام، تلك الأيام التي شهدت أبطالا رفعوا راية الحق ومهدوا الطريق لمن بعدهم فكانوا قدوة أعزهم الله في دينهم ودنياهم.

حقا إن رمضان شهر تُستلهم منه العبر ، رمضان شهر بدر وفتح مكة، شهر الإيمان الذي قلبت به الموازين حيث علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الكرامة عند الله في الآخرة لا تكون لغير اهل الإيمان فاطمأنت كثير من القلوب، وسكنت بهذه العقيدة النفوس ، العقيدة الإسلامية التي وحدت بين ابي بكر القرشي وبلال الحبشي وصهيب الرومي.

لقد حولت عقيدة الاسلام الصحابة الى رجال ءامنوا بالله ورسوله والدنيا لم تكن اكبر همهم ولا مبلغ علمهم وقادوا المسيرة حق القيادة حتى وصل الاسلام الى ما وصل اليه في بقاع الدنيا. نفوس رضية وعزائم قوية لا تلين .

وهكذا اخوة الإيمان في هذا الشهر العظيم المبارك فليتطلع الواحد منا الى هؤلاء الرجال الرجال .

أيها الأحبة المؤمنون ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استهل شهر رمضان استقبل القبلة بوجهه ثم قال: "اللهم أهلّه علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام وتلاوة القرءان اللهم سلمنا لرمضان وسلمه منا حتى ينقضي وقد غفرت لنا ورحمتنا وعفوت عنا". ثم يقبل على الناس بوجهه فيقول: "يا أيها الناس إذا استهل شهر رمضان فتحت أبواب السماء وأبواب الرحمة وأبواب الجنان وغلقت أبواب النار وسلسلت الشياطين وكان لله عز وجل عند كل فطر عتقاء من النار ونادى منادٍ في كل ليلة: اللهم أعط كل ممسك تلفا وأعط كل منفق خلفا" .

فقد كان صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في رمضان ولا يسأل عن شىء إلا أعطاه .

اللهم أعنّا على الصيام والقيام وصلة الأرحام بجاه محمد خير الأنام.

هذا وأستغفر الله لي ولكم

الخُطبةُ الثانيةُ

الحمدُ للهِ نحمَدُه ونستعينُه ونستغفرُه ونستهْدِيهِ ونشكُرُه ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنا وسيّئاتِ أعْمَالِنا مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لهُ ومَنْ يُضْلِلْ فلا هادِي لهُ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ . أمّا بعد عبادَ اللهِ فإنّي أُوصِيْكم ونفسِي بتقْوَى اللهِ العَليّ العظيمِ القائل في محكم كتابه : وبَشِّرِ الصَّابرينَ الذينَ إذا أصابتهُمْ مصيبةٌ قالوا إنّا للهِ وإنّا للهِ وإنَّا إليه راجعونَ وكم هو عظيم قول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم عند فقد ولده إبراهيم: "إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا" .

فلا تقل أخي المسلم عند نزول البلاء والمصائب إلا ما يرضي ربنا وخاصة عند إقبالك إلى طاعة الله من صلاة وصيام وصلة أرحام وغير ذلك من الطاعات. إذا ابتلاك الله بجسدك أو بمالك أو بولدك اصبر على ما ابتلاك الله وأقبل أكثر فأكثر إلى طاعة الله واحذر وحذر من قول بعض الناس والعياذ بالله (صوم وصل بتركبك القلي). إذا اقبلت الى طاعة الله من صلاة وصيام فَنَزل عليك البلاء قل الحمد لله اللهم لو صببت البلاء عليّ صبا ما ازددت فيك إلا حبا حبا وتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه سلم: "فمن يرد الله به خيرًا يصب منه" . أي يكثر عليه من مصائب الدنيا ويحميه من المصيبة في الدين . اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا يا رب العالمين . أما من قال (صوم وصل بتركبك القلي) هذا استخف بالصلاة والصيام فخرج من دين الله بهذه الكلمة والعياذ بالله تعالى ويلزمه ان يعود الى الاسلام بالشهادتين :

أشهد أن لا إله الا الله واشهد أن محمدا رسول الله مع العلم انه يوجد مؤمنون اغنياء ومؤمنون فقراء.

اللهم ثبتنا على دين الاسلام يا رب العالمين .

واعلَموا أنَّ اللهَ أمرَكُمْ بأمْرٍ عظيمٍ أمرَكُمْ بالصلاةِ والسلامِ على نبيِهِ الكريمِ فقالَ إنَّ اللهَ وملائكتَهُ يصلُّونَ على النبِيِ يَا أيُّهَا الذينَ ءامَنوا صَلُّوا عليهِ وسَلّموا تَسْليمًا اللّـهُمَّ صَلّ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا صلّيتَ على سيّدَنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ وبارِكْ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا بارَكْتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ إنّكَ حميدٌ مجيدٌ، يقول الله تعالى: يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شىء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكنّ عذاب الله شديد، اللّـهُمَّ إنَّا دعَوْناكَ فاستجبْ لنا دعاءَنا فاغفرِ اللّـهُمَّ لنا ذنوبَنا وإسرافَنا في أمرِنا اللّـهُمَّ اغفِرْ للمؤمنينَ والمؤمناتِ الأحياءِ منهُمْ والأمواتِ ربَّنا ءاتِنا في الدنيا حسَنةً وفي الآخِرَةِ حسنةً وقِنا عذابَ النارِ اللّـهُمَّ اجعلْنا هُداةً مُهتدينَ غيرَ ضالّينَ ولا مُضِلينَ اللّـهُمَّ استرْ عَوراتِنا وءامِنْ روعاتِنا واكفِنا مَا أَهمَّنا وَقِنا شَرَّ ما نتخوَّفُ.عبادَ اللهِ إنَّ اللهَ يأمرُ بالعَدْلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذِي القربى وينهى عَنِ الفحشاءِ والمنكرِ والبَغي، يعظُكُمْ لعلَّكُمْ تذَكَّرون .اذكُروا اللهَ العظيمَ يذكرْكُمْ واشكُروهُ يزِدْكُمْ، واستغفروه يغفِرْ لكُمْ واتّقوهُ يجعلْ لكُمْ مِنْ أمرِكُمْ مخرَجًا، وَأَقِمِ الصلاةَ.

2كل عام وانتم بخير  Empty رد: كل عام وانتم بخير الأربعاء أغسطس 11, 2010 2:36 am

صقر

صقر

خطبة الرسول الاعظم عليه افضل الصلا ة والسلام
وعلى اله الطيبين الطاهرين في فضل شهر رمضان
المبارك في اخر يوم من ايام شهر شعبان
أيها الناس،
انه قد أقبل اليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور وأيامه افضل الايام ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، دعيتم فيه الى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل الكرامة، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعائكم فيه مستجاب، فأسألوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة ان يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه، فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم، واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه، وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقروا كباركم وارحموا صغاركم، وصلوا ارحامكم واحفظوا السنتكم، وغضوا عما لا يحل النظر اليه أبصاركم، وعما لا يحل الاستماع اليه أسماعكم، وتحننوا على أيتام الناس حتى يتحنن على أيتامكم، وتوبوا الى الله من ذنوبكم فارفعوا اليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلاتكم فانها أفضل الساعات ينظر الله عز وجل فيها بالرحمة الى عباده يجيبهم اذا ناجوه ويلبيهم اذا نادوه ويعطيهم اذا سألوه، ويستجيب لهم اذا دعوه. يا أيها الناس ان انفسكم مرهونة بأعمالكم ففكوها باستغفاركم، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم فخففوا عنها بطول سجودكم، واعلموا ان الله تعالى ذكره اقسم بعزته ان لا يعذب المصلين والساجدين وان لا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين.

يا ايها الناس

من فطّر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة ومغفرة لما مضى من ذنوبه، فقيل يا رسول الله وليس كلنا قادر على ذلك، فقال صلى الله عليه وآله: اتقوا الله ولو بشق تمرة، اتقوا الله ولو بشربة ماء.
أيها الناس
من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الاقدام، ومن خفف في هذا الشهر عما ملكت يمينه خفف الله عنه حسابه، ومن كف فيه شره كف عنه غضبه يوم يلقاه، ومن أكرم فيه يتيماً اكرمه الله يوم يلقاه، ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومن قطع رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه، ومن تطوّع فيه بصلاة كتب الله له براءة من النار ومن أدّى فيه فرضاً كان له ثواب من أدّى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور، ومن أكثر فيه من الصلاة على ثقل الله ثقّل الله ميزانه يوم يخفف الموازين، ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور.

أيها الناس
ان ابواب الجنان في هذا الشهر مفتّحة فاسألوا ربكم ان لا يغلقها عليكم، والشياطين مغلولة فاسألوا ربكم ان لا يسلطها عليكم... فقال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام، فقمت وقلت: يا رسوال الله ما أفضل الاعمال في هذا الشهر؟. فقال صلى الله عليه وسلم: يا أبا الحسن أفضل الاعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله، ثم بكى. فقلت يا رسول الله ما يبكيك؟. فقال: يا علي أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر..

3كل عام وانتم بخير  Empty الغيبة الأربعاء أغسطس 18, 2010 7:24 pm

صقر

صقر

قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : هل تدرون ما الغيبة"؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: " ذِكْرُك أخاك بما يكرهه"، قيل: أرأيت إنْ كان في أخِي ما أقوله؟ قال: "إنْ كان فيه ما تقول فقد اغْتَبْته، وإن لم يَكن فيه فقد بَهَتَّه" رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي، سواء في ذلك أن يكون ما يكرهه الإنسان في بدنه أو نَسَبِه أو خُلُقه أو قَوْلِه أو فِعْله أو في غير ذلك، وقال الحسن، ذِكْر الغير على ثلاثة أنواع: الغيبة والبهتان والإفك. فالغِيبَة أن تقول ما فيه، والبُهْتَان أن تقول ما ليس فيه، والإفْك أنْ تَقُولَ ما بَلَغَكَ.
2- ما تتحقَّق به الغِيبَة قد تكون باللِّسان، وقدْ تكون بالإشارة، وقد تكون بالمُحاكاة والتقليد، بل قد تكون بالقلب وانعقاده على العَيْب وهو سوء الظن قالت السيدة عائشة ـ رضى الله عنها ـ: دخَلَت علينا امرأة، فلمَّا ولَّت أومأْتُ بيدي أنَّها قصيرة، فقال ـ عليه الصلاة والسلام ـ "اغْتَبْتِيهَا" رواه ابن أبي الدنيا وابن مِرْدَوَيْهِ، كما قالت عائشة: حاكَيْت إنسانًا – يعنى قلَّدتُه، فقال لي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " ما يَسُرُّنِي أنِّي حاكَيْت إنسانًا ولي كذا وكذا" رواه الترمذي وصحَّحه، يعنى: لو أُعطيت شيئًا كثيرًا من المال في مُقابل أنَّني أقلِّد أحدًا بما يَكرهُه، لا أفعل ذلك – ولو سَمِعَ إنسان شخصًا يغتاب أحدًا فَرَضِيَ بكلامه واستلذَّه ولم يُنْكِرْه كان شريكًا في الغِيبَة؛ لأنَّه رَضِيَ بِذِكْر أخيه بالغيب.
3- أثرها في الدُّنْيا: تُفَرِّق بين الناس، وتُورث العداوة فيما بينهم، وفيها فضيحة وهَتْك أستار، وقد تَجُر إلى ما هو أسوأ من ذلك.
4- الأسباب الباعثة عليها: أسبابها كثيرة منها: الحقد والغضب، ومجاملة الأقران وموافقة الرُّفقاء، والتقدُّم عند الرئيس لِهَدْمِ المغتاب، والهزْل وإضاعة الوقت والتبرُّؤ من العيب لإلصاقه بغيره والحسد والسخرية والاحتقار، بل قد يَبعث عليها الغضب لله، فَقد رَوى أحمد بإسناد صحيح عن عامر بن واثلة أن رجلًا مرَّ على قوم في حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فسلَّم عليهم فردُّوا عليه السلام، فلمَّا جاوزهم قال رجل منهم إني لأبغض هذا في الله، فلمَّا بلَغه ذلك اشْتكاه إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليبيِّن له لماذا يَبْغَضُه في الله، فسأَلَه فَقَال الرَّسول لماذا تَبْغَضُه؟ فقال: أنا جَارُه والله ما رأيْته يُصلي صلاة قط! إلا هذِه المكْتوبة، فقال الرجل: وهَل رأيتَني أخرتُها عن وقتها أو أسأتُ الوضوء لها أو الركوع أو السجود؟ فقال لا، كما سأله عن مثل ذلك في الصوم حيث لا يصوم إلا رمضان، وعن الزكاة فلا يتجاوزها إلى الصدقات الأخرى، فقال الرسول للرجل: قُمْ فلعلَّه خير منك"، والمُراد أنَّه ما دام يَقُوم بالفَرائض فلا يَصحُّ أن يُعاب ويُبْغض؛ لأنَّه لم يَقُمْ بالنوافل – " الإحياء ج3 ص 128".
5- صفات المغتاب: الذي يغتاب غيره فيه صفات ذميمة، فهو حقود، عديم المُروءة، مُفْتخر، حسود، مُراءٍ، غافل عن الله، غافل عن عيوبه هو، فاسق؛ لأن الغِيبة من الكبائر، مُضيِّع لحسناته؛ لأنَّ مَن اغْتابه يأخذ منها، حاملٌ لسيِّئات غيره، مُشِيعٌ على المسلم ما ليس فيه من أجل أن يَعيبه، وفي ذلك حديث رواه الطبراني بإسناد جيد: "مَنْ ذَكَر امْرَأً بشيء ليس فيه ليَعيبه به حَبَسَهُ الله فِي نَارِ جَهَنَّم حتى يأتي بِنَفَادِ مَا قال" وفي رواية: " أيُّما رجلٍ أشاع على رجل مسلم بكلمة وهو منها برئ يُشِينُه بها في الدُّنيا كان حقًّا على الله أن يُذِيبَه يوم القيامة في النار حتى يأتي بنفاد ما قال" أيْ حتى يأتي بالدليل على ما اتَّهمه به، والمُغتاب مسلم ناقص الإسلام، لحديث: "المسلم من سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده" رواه البخاري ومسلم.
6- أَثَرُها على العبادة: رأي بعض الفُقهاء أنَّ الغِيبة تُبْطِلُ الصيام، فإن لم تُبْطله نَقَصت من ثوابه، للحديث الذي رواه أحمد في الفتَاتَيْن اللَّتَيْن كانتا تغتابان، أثناء الصيام، حيث استقاءت كل منهما قَيْحًا ودمًا وصديدًا ولحمًا وذلك أمام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: "إنَّ هاتين صامتَا عما أحَلَّ الله لَهُما، وأفطرتا على ما حرَّم الله عليهما، جلست إحداهما إلى الأخرى فجَعلتا تَأْكلان مِن لُحوم الناس"، وكان عَطَاءٌ مِنْ كِبار علماء التابعين يرى بُطْلَان الوضوء والصلاة والصيام بالغِيبة " الإحياء ج3 ص 124"، وحَسنات المُغتاب تُنقل إلى مَن يَغْتابه، يقول الحَسن لرجل قال له: لماذا تَغْتابُني، أنتَ لستَ عظيمًا حتَّى أُحَكِّمك في حسناتي"ص129" ورُوى عن الحَسن أنَّ رجلًا قال له: إنَّ فلانًا قد اغْتَابَك، فبَعث إليه رُطبًا على طَبَق، وقال له بَلَغَنِي أنك أَهْدَيت إليَّ من حسناتك، فأردت أن أكافئك عليها، فاعذُرْني فإنِّي لا أقدر أن أكافئك على التَّمام "ص134".
7- عقابها عند الله: المُغتاب انتهك حرمة أخيه، والحديث يقول: " كل المُسلم على المسلم حَرام دمُه ومالُه وعِرْضُه" رَوَاه مسلم، ورَوَي حديثٌ ضَعيف يقول إنَّ الغِيبة أشدُّ من الزِّني،(ص207 ترغيب)، وقد غَضِبَ النبي من سماع الغيبة، كما غَضِبَ على عائشة حين قالت عن صفيَّة: إنها قصيرة، فقال لها: " لقد قُلْتِ كلمة لو مُزِجت بماء البحر لَمَزَجَتْه" رواه أبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح. وجعلها القرآن كأكل لحم الميت في قوله تعالىSadوَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ) (سورة الحجرات:12)، وعن عبد الله بن مسعود قال: كنا عند النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقام رجل فوقع فيه رجل مِن بعده فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تَخَلَّلْ" فقال: ومِمَّ أتخلَّلُ وما أكلت لحمًا؟ قال" إنَّك أكلت لحم أخيك" رواه الطبراني ورُواته رواة الصحيح، وفي حديث مَقْبول أن المُغْتابين يُؤْذون أهل النار برائِحَتهم ومنظرهم القبيح زيادة على ما هم فيه من الأذى، وجاء في حديث أيضًا أنَّ لحْم الميِّت يُقرَّب للمغتاب ويُقال له كُلْهُ ميِّتًا كما أكَلْتَه حيًّا، كما جاء في حديث رواه ابن حبَّان في صحيحه أن أكل جِيفَة الحمار أهون من الغيبة، وجاء في حديث أحمد أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مرَّ ليلة الإسراء على قَوْم يأكلون الجِيَف وأخبره جبريل أنهم الذين يأكلون لحوم الناس، وفي حديث رواه أبو داود أن المغتابين لهم أظفار من نُحاس يَخْمِشُون بها وجوههم وصدورهم، كما رآهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليلة المعراج، وفي حديث رواه أحمد أن ريحًا مُنتِنة ارتفعت فأخبره النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأنها رائحة الذين يَغْتابون المؤمنين، وأخرج أحمد بسند رجالُه ثقات أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مرَّ بقبرين يُعذَّبان، أي يعذب مَن فيهما، ووضع عليهما جريدة عسى أن يُخفف الله بها عنهما، وذلك من أجل الغيبة والبَوْل، أو في النميمة والبَوْل، "الترغيب ج3 ص 208" والغيبة – كما سبق – تُبْطِلُ العبادة عند بعض العلماء، وتأكل الحسنات، وتُحَمِّل صاحبَها سيئاتِ الناس الذين اغتابهم.
8-عدم المشاركة فيها: من سمع شخصًا يَغتاب غيره لا ينبغي أن يُوافقه ويسكت ويَرضى، فالله يقول في شأن الصالحين: ( وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ) (سورة القصص:55)، ويقول: ( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ…) (سورة الأنعام :68)، ويَجب الذَّبُّ عن عِرْض أخيه، فقد جاء في الحديث الذي رواه الترمذي وحسَّنه: "مَن ردَّ عن عرض أخيه ردَّ الله عنه النار يوم القيامة".
9- ما يُباح من الغِيبة: إذا كان ذكْر الإنسان غيره بما يكرهه مُحرمًا لأنه غِيبة، فقد تكون هناك حالات يجوز للإنسان أن يَذكر عُيوب غيره لا من أجل التحقير والاستهزاء، وذلك في مثل التظلُّم لنيْل الحقِّ وعَرْض الظَّلامة بذكر ما يكرهه الظالم، قال تعالى: (لَا يُحِبُّ اللَّهُ الجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ) (سورة النساء:148) حيثُ لا ينال الحقَّ إلا بذكْر الظَّالم بالرِّشْوة أو التباطؤ في العمل أو السرقة… ففي الحديث: "إِنَّ لصاحب الحقِّ مقالًا" رواه البخاري ومسلم، وفي حديثهما أيضًا: "مَطْلُ الغَنِيِّ ظُلْم"، وروى أبو داود والنسائي وابن ماجة بإسناد صحيح قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " لَيُّ الوَاجِد يُحِلُّ عقوبته وعِرْضه" أي تأخُّر القادر عن سداد دَيْنه يُبيح لصاحب الدَّين طلب عقوبته والتحدُّث في عِرضه بما يكرهه. ومِنها التوسُّل بالغِيبة لإزالة مُنكر، وذلك بالدِّلالة عليه، كما بلغ زيد ابن أرقم إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما قاله أُبَيُّ بن خلف ( لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ) (سورة المنافقون:Cool، وعبد الله بن مسعود بلَّغ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عَيْبَ بعض المسلمين قِسْمَتَه للمال، كما تُبَاح الغِيبَة للفتوى، فقد قالت هند للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن زوجها أَبِي سفيان، إنَّه شحيح ولا يُعْطيها ما يَكفيها النفقة( متفق عليه) وذَكَر الصحابة أمام النبي امرأة تُكثر من الصلاة والصيام ولكنَّها تُؤذي جيرانها بلسانها، كما رواه ابن حِبَّان وصحَّحه الحاكم، فَقَال "هِيَ في النار" ولم يُنكر عليهم أنهم عابوها بذلك، ومنها تحذير المسلمين من شرِّه بذكْر عيبَه كقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ " بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ" متفق عليه، وقال الغزَّالي في كتابه " الإحياء ج3 ص 132": يَجوز كشف بدْعة المبتدع وفِسقِه حتى لا ينخدع الناس به، ففيه تَوْعية ونصيحة للمسلمين للبعد عن شرِّه، ومنها المَشورة عند شراء شيء فيَذْكُر العارفُ بعيوبه ما فيه مِن عيوب، والمشورة عند الزواج أيضًا لمعرفة حال العروسين، فالمُستشار مُؤتَمن، فقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لفاطمة بنت قيس عن معاوية بأنَّه صُعلوك لا مال له، حين استشارته في زواجها منه، وكذلك لو كان الشَّخص مجاهرًا بفسقه ومعصيته ولا يُبالي أن يذْكره الناس بالسوء، فقد رُويَ في حديثٍ " أتَرغبون عن ذكر الفاجر، اهْتِكُوه حتى يعرفَه الناس، اذكروه بما فيه حتى يحذره الناس" " الإحياء ج3 ص 132" فمَن ألقى جلباب الحياء عن وجهه فلا غِيبة له، كما رُويَ في حديث ضعيف. وقال عمر " ليس لفاجر حُرْمة" ص 133. وجاء في المصدر السابق ص132: كانوا يقولون: ثلاثة لا غِيبَة لهم، الإمام الجائر، والمبتدع، والمجاهر بفسقه. وليس من الغيبة أن يذْكر الإنسانُ غيره بلقب يُعرَف به ويُشتهر، ولا يكاد يُعرف بغيره، كالأعرج والأسود.
10- كفارة الغِيبة: مَن وَقَعَتْ منه غِيبة يَجب أن يتوب منها، وذلك بالنَّدم والعزم على عدم العودة إلى المعصية، وتتمُّ التوبة باستحلال المظلوم وطلب العفو عنه، وكذلك بالاستغفار له، يقول ابن القيم: لا يَلزم استحلال كالحقوق الماليَّة، لعدم فائدة ذلك ولأنَّه ربَّما يترتَّب عليه ضرر. "غذاء الألباب ج1 ص93".
11- علاج الغيبة: علاجها يكون بالتوعية من أخطارها الدُّنيوية والأخْروية التي سبق بعضها، كما تُعالَج بانشغال الإنسان بِعُيوب نفسه بدل الانشغال بعيوب الناس، وكذلك عدم مجاملة الناس بالاشتراك فيها، وخشية الله من الحقد والحسد وحب الذات وكراهة الخير للناس، ونهْي المغتاب وعدم سماع غِيبَتِه وتعويد اللسان على الكلام الطيب وعِفَّته عن القول الخَبيث، يقول مالك بن دينار مرَّ عيسى ـ عليه السلام ـ ومعه الحواريون بجيفة كلْب، فقال الحواريون: ما أنْتَنَ ريح هذا الكلب، فقال عيسى عليه السلام: ما أشدَّ بياضَ أسنانه كأنه نهاهم عن غِيبة الكلب وذكْر القبيح

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى