تحتل قنا التى تضم 12 دائرة انتخابية المرتبة الأولى فى أحداث العنف فى الانتخابات على مستوى الجمهورية، حيث شهدت مصرع أكثر من 17 قتيلا من قبيلتى العرب والهوارة على مدى الانتخابات الماضية، وتعد الدائرة التاسعة «الرئيسية» أشرس دائرة انتخابية فى المحافظة، حيث تحسب لها الأجهزة الأمنية ألف حساب بمجرد بدء الدعاية الانتخابية قبل فتح باب الترشيح وحتى إعلان النتيجة نظرا لما تشتهر به من صراع قبلى بين القبيلتين اللتين تسيطران على الحياة النيابية هناك.
وبالفعل بدأت المناوشات مبكرا بين أنصار النائب هشام الشعينى نجل النائب الراحل محمد عبدالنبى وسيد المنوفى المرشح على نفس المقعد «العمال» وذلك بسبب تعليق اللافتات والصور فى الشوارع رغم انتماء كل منهما إلى قبيلة «العرب»، لكن ذلك لم يمنع من حدوث بعض الاحتكاكات والمناوشات بينهما ووصلت لحد التهديد بإطلاق النيران، واستطاعت الجهات الأمنية بقنا تهدئة الأوضاع.
وجاءت التحالفات بين مرشحى «العرب» و«الهوارة» للتهدئة من حدة الصراعات بالدائرة التى أطلق عليها دائرة الموت وذلك على خلفية أحداث الانتخابات فى 1995، التى راح ضحيتها نجل الإعلامى الشهير فهمى عمر والمرشح وقتها لعضوية مجلس الشعب وابن شقيقه وضحايا آخرون، ومنذ ذلك الوقت ابتعد الإعلامى الكبير فهمى عمر عن مجلس الشعب وظهر اللواء عمر الطاهر ليأخذ مقعد مجلس الشعب ليمثل قبيلة الهوارة لعدة سنوات، ولكن الوضع اختلف فى هذه الانتخابات حيث تشهد الدائرة نزول مرشحين من نفس القبائل لينافسوا أولاد العمومة.